أبصر آية الله السيّد صابر جباري النور عام 26/3/1938م في قرية "متكازين" التابعة لقضاء بهشهر؛ أخذ مقدمات العلوم الإسلامية على يد والده ثم التحق بصفوف الحوزة العلمية في "كوهستان" متلمّذاً على يد كلّ من آية الله العظمى كوهستاني، وحجج الإسلام سمجولي والسیّد زکريا الحسيني المتکازيني.
ثم واصل دراسته العلمية في كلّ من مدينة مشهد وقم المقدستين، متلمّذاً في الدراسات العليا (البحث الخارج) فقهاً وأصولاً على يد مرجع الشيعة في وقته آية الله العظمى السيّد البروجردي، ثم حضر لدى كلّ من الآيات العظام الشيخ فاضل لنكراني، ونوري همداني، والمشكيني، وسلطاني، وشاهرودي، والإمام الخميني (رحمه الله)، والمرعشي النجفي، والكلبايكاني، والميرزا هاشم آملي، والعلامّة الطباطبائي والشيخ بهجة، منتهلاً من فيض هؤلاء الأعلام ومقتبسا من نور علمهم الوضّاح. نال المرحوم آية الله جبّاري درجة الاجتهاد وهو لمّا يزل في الرابعة والعشرين من عمره، وقد جمع رحمه الله بين العطاء الفكري والعلمي وبين العمل الجهادي والثوري والتصدّي لسلطة الطاغوت.
في عام 1980م أصدر الإمام الخميني (رحمه الله) حكماً يقضي بتعيينه إماماً للجمعة في قضاء بهشهر، وحينما نشبت الحرب المفروضة كانت له مشاركات كثيرة فيها إذ طالما زار الخطوط الأولى في الجبهات الغربية والجنوبية. وقد حاز المرحوم جباري عام 1996م بثقة أبناء محافظة مازندران حيث انتخب ممثلاً عنهم في مجلس خبراء القيادة مسدياً خدماته من خلال الكيان المبارك إلى أن وافاه الأجل رحمه الله.
أسدى آية الله جباري الكثير من الخدمات العامّة بعد انتصار الثورة الإسلامية من قبيل تشييد المدارس والمساجد والأماكن الدينية الكثيرة مضافا إلى دوره البارز في تشييد كلّ من مستشفى الإمام الخميني (رحمه الله)، ومستشفى شهداء بهشهر، ومن خدماته التي أسداها لأبناء المنطقة تأسيسه لجامعة مازندران للعلوم والتكنولوجيا، دعم جامعة بيام نور لمواصلة نشاطها العلمي، وإنشاء العيادات والمؤسسات الصحية، مع تشييد المسجد الجامع والمصلّى الكبير لمدينة بهشهر.
سطر يراع هذا العالم الجليل الكثير من المصنفات العلمية منها كتاب "إعجاز الدليلين".
ودّع آية الله السيّد صابر جباري ممثل أهالي مازندران في مجلس خبراء القيادة وإمام جمعة بهشهر هذه الحياة عارجاً إلى الرفيق الأعلى بتاريخ 1/9/2014م عن عمر ناهز 76 عاماً إثر نوبة قلبية ألمت به رحمه الله.